البروبيوتيك

هناك عالم كامل من الأحياء يسكن في داخلنا ويعيش معنا بل ويقدم لنا خدمات عظيمة.

أنا أتحدث هنا عن الأحياء الدقيقة التي تسكن على طول الجهاز الهضمي من أوله إلى آخره.

وهي ما تسمى بالفلوراflora وتشمل مجموعات البكتيريا والخمائر والفيروسات وكل ما يخطر ببالك من مخلوقات صغيرة وعجيبة.

ولو أن هذه الفلورا فصلت عن الإنسان وقيس وزنها لتراوح معدل وزنها ما بين 2-3 كيلوجرامات في البالغين.

وهي تعيش معنا في علاقة تكافلية جنبا إلى جنب وأعدادها تفوق أعداد خلايا الجسم بعدة أضعاف!

ولكن ماذا تفعل هذه الكائنات؟ ولماذا تعيش معنا؟ إنها مهمة للغاية، سبحان الله، بحيث لو قرر أحدنا تعقيم جهازه الهضمي منها لما استطاع أن يعيش!

فهذه الكائنات مهمة لنا في عملية الهضم بشكل كبير، خصوصا أنواع معينة منها يجب أن تكون هي المسيطرة على الساحة وأغلبها من البكتيريا ولكن أيضا بعض الخمائر وحتى الفيروسات،

وهذه الأنواع بالذات هي التي تسمى البروبيوتيك.

وأكثر ما يتوفر لنا من معلومات علمية حاليا هو عن البكتيريا ولكن الأبحاث مستمرة بخصوص الأنواع الأخرى.

ومع أن المعلومات قليلة جدا عن الفيروسات المهمة لنا إلا أننا نعلم أن هناك أنواع مهمة جدا منها لأن أشد أنواع الضرر على توازن الأحياء الدقيقة في الأمعاء يحدث بعد كورس من مضاد الفيروسات!

ولو أننا فردنا القناة الهضمية على مساحة مستوية لكانت مساحة ملعب لكرة التنس،

ولا يوجد بقعة من هذه المساحة إلا وهي مغطاة بأنواع من الكائنات الحية أغلبها من البكتيريا الحميدة. 

وهذه البكتيريا تفرز ما لا يخطر على بال أحدنا من أنواع مضادات البكتيريا والفيروسات والطفيليات لتحفظنا من الأنواع الخبيثة التي تسبب لنا المرض والتي تدخل إلينا يوميا مع الماء والطعام.

ليس هذا فحسب،

بل هي تحمينا من المواد السمية والمسرطنة بميكانيكية عجيبة وهي أنها تمسك بها بشدة “تحتضنها” حتى تخرج ممسكة بها مع الفضلات “لمن لا يعرف فأكثر من 90 من الفضلات الصلبة هي عبارة عن بكتيريا تحمل سموما معها!“.

وفي دراسة حديثة أعطيت مجموعة من الحيوانات كورسا من المضادات الحيوية، والأخرى لم تعط، ثم أعطيت كل منهما كمية كبيرة من الزئبق مع الطعام.

في الحيوانات التي كانت الفلورا عندها سليمة لم تمس وهي التي لم تأخذ المضاد فقط 1% من الزئبق تمكن من الوصول إلى الجسم عبر القناة الهضمية

أما في التي أعطيت المضاد الحيوي “الذي يقتل بالطبع البكتبريا الحميدة كما يقتل البكتيريا الممرضة فهو لا يميز بين الإثنين” فتمكن 90% من الزئبق من العبور إلى الجسم!!!

إذن، فخط دفاعنا الأول وحاجزنا من السموم التي تعبر إلينا وهي كثيرة للأسف هذه الأيام هي الفلورا المعوية.

فلو كانت الفلورا قوية ومتوازنة كما يجب لأمكن الجسم أن يتحمل الكثير من السموم التي تعبر إليه عن طريق هذه البكتيريا ،

التي إن لم تستطع تحطيم هذه السموم فإنها تمسك بها بشدة ولا تتركها حتى تخرج سويا مع الفضلات.

وهذا، إلى حد بعيد، يعني أنه إذا كان الشخص يتمتع بفلورا معوية ممتازة ليس فيها مشاكل فإنه يكون محميا من جميع أنواع السرطان التي تصيب الجهاز الهضمي. فالسرطان يحدث بعد سنوات من المشاكل في الفلورا!

أيضا، فإن الهضم والإمتصاص لا يحدثان بالشكل الأمثل أبدا من دون مساعدة هذه البكتيريا والكائنات العجيبة.

ولائحة وظائفهم في هذه الناحية طويلة وهذه أهم ما نعلمه عنها: إنتاج الإنزيمات المختلفة، المساعدة في تحطيم البروتينات والكربوهيدرات والدهون،

استخلاص المعادن والفيتامينات والمغذيات الأخرى من الغذاء والمساعدة في امتصاصهم عن طريق إنتاج عدد كبير من المواد الناقلة “المهمة لحمل المغذيات عبر جدار القناة الهضمية”، تكسير الألياف….

هذه الفلورا أيضا تفرز نوعا من المركبات تسمى humic acids، هذه الحوامض مهمة جدا في امتصاص المعادن بالذات فهي تمسك بها وتسهل انتقالها عبر جدار الأمعاء.

هذا يبين لنا كم نحن بحاجة إليها لعملية الإمتصاص. وهي فوق كل هذا تصنع لنا بنفسها أغذية معينة نحتاجها بشدة من أهمها الفيتامينات الذائبة في الماء.

ذلك أن الفيتامينات الذائبة في الماء سهلة الفقد ولا يسهل الحصول عليها طوال النهار فتقوم هذه البكتيريا بصنعها لنا بشكل مستمر وضخها إلى الجسم كأنها مصنع حقيقي منها فيتاميناتB1, B2, B3, B6, B12، حامض الفوليك، البيوتين، حامض البانتوثينيك وغيرها.

حتى فيتامين K2 فمصدره الرئيسي في جسمنا البكتيريا المعوية حفظها الله لنا من كل سوء!

والآن، بعد أن سمعتم بكل هذه المهام، ماذا تظنون أن يحدث للجسم إذا ماتت هذه البكتيريا؟ لا شيء أقل من فوضى ودمار حقيقي!!!

عندما نفقد هذه البكتيريا المفيدة بواسطة كورس من المضادات الحيوية أو فترة طويلة من استعمال أدوية أخرى مثل الستيرويدات أو حبوب منع الحمل، أول ما يحدث هو أن يصبح الوجه باهتا ومصفرا.

يصبح الشخص متعبا لأنه يصبح لديه نقص في كل الفيتامينات.

ولا يهم كم من المكملات نعطي للشخص فسيبقى باهتا مصفرا لأنه لا يوجد لديه الفلورا التي يحتاجها في نقل الفيتامينات والمعادن عبر الجدار المعوي.

ونحن نعرف كم هناك من الأشخاص من يعاني من نقص فيتامينات B.

أول شيء يجب أن يفعل لهؤلاء المرضى هو العمل على إعادة توازن الفلورا في أمعائهم ومن ثم… أبراكادابرا!!! تنتهي مشكلة نقص فيتامينات B.

أول ما يجب أن يفعله الطبيب عند وجود نقص في فيتامينات B هو التنبه إلى وجود مشاكل عند المريض في الفلورا المعوية.

كانت هذه بعض من أهم فوائد الفلورا المعوية للإنسان،

أي مشكلة أو خلل في التوازن كما قلت له عواقب أكثر من وخيمة على الصحة سوف أتناولها بمزيد من الإيضاح والتفصيل في مقالات قادمة إن شاء الله

هذه بعض من نصائحي العامة بالنسبة للبروبيوتيك

توجد على شكل مكملات في الصيدلية:

يمكن للبروبيوتيك أن تكون إضافة ممتازة وصحية للروتين اليومي لأي إنسان سواء كان يعاني أو لا يعاني من أي مشاكل صحية ويريد تقوية المناعة وتحسين الهضم وامتصاص العناصر الغذائية سواء في الكبار أو الصغار.

أنصح أي طبيب بأن يكون وصف المضاد فقط في الحالات التي تستلزمه بشدة وأن يكون وصف البروبيوتيك روتينيا مع أي وصفة للمضاد الحيوي خلال فترة أخذ المضاد ولأسبوعين على الأقل بعده للكبار والصغار لمحاولة منع أكبر قدر من الضرر الذي ينتج عن قتل البكتيريا الحميدة.

أيضا يجب أن يتلازم أخذ البروبيوتيك مع أي كورس ستيرويد مثل البريدنيزون أو أي مضاد للإلتهاب مثل الديكلوفيناك ولأي سيدة تأخذ حبوب منع الحمل.

بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مشكلة مع الفطريات فسوف يحتاجون لأخذ البروبيوتيك بكميات أكبر مع عدد من الإجراءات الأخرى لمعالجة المشكلة.

© 2018 - Noha Pharmacy by Onliners

Call US        01113555573 / 01022777676 / 01271430006