ثقل أو تعب القدمين أثناء الحمل
عادةً ما تبدأ أعراض ثقل أو تعب القدمين بشعور بألم أو ثقل في القدمين, لا سيما بعد يوم طويل من العمل أو في شهور الصيف. وقد تزداد اضطرابات الدورة الدموية خلال فترة الحمل نتيجة زيادة الوزن أو التغيرات الهرمونية.
ورغم أن هذه الأعراض تختفي بعد الولادة مباشرةً, إلا أنه لا ينبغي الاستهانة بها. فقد يتفاقم هذا الشعور بالثقل ليصبح مرضا خطيرا أو قد يسبب الإعاقة؛ لذا يجب العناية بالأمر منذ اللحظة الأولى لظهور علاماته؛ للحيلولة دون حدوث أية مضاعفات.
الدورة الدموية العادية في الساقين
عندما يكون الجسم في حالته الطبيعية تقوم الشرايين بإمداد النسيج والأعضاء بالعناصر الأساسية بما في ذلك الأكسجين للقيام بوظائفهم الأساسية على نحوٍ سليم, بينما تقوم الأوردة بإعادة الدم إلى القلب.
وينتقل الدم في القدمين من أسفل لأعلى بفعل ضغط الدم وانقباض العضلات بجدار الأوردة. وتعرف عملية تدفق الدم من خلال الأوردة وعودتها إلى القلب بسريان الدم الوريدي. وتوجد الصمامات التي تعمل كصمامات صغيرة أحادية الاتجاه على مسافة 2 إلى 5 سم بالأوردة. وتسمح هذه الأوردة بتدفق الدم في اتجاه واحد ولا تسمح بعودته لأسفل. كما أن عضلات الساق وضغط قوس القدم تكون بمثابة مضخات للدم لا سيما أثناء السير.
علامات ثقل أو تعب القدمين
تبدأ علامات ثقل أو تعب القدمين بألم في القدمين وشعور عام بعدم الراحة, وهو بمثابة الإشارة الأولى لاضطرابات الدورة الدموية. وقد يصاحب هذا الألم أعراض أخرى نلخصها فيما يلي:
> يبدأ الشعور بالألم عادة داخل الساق والجزء الخلفي منها وينتقل لأعلى حتى يصل إلى الحفرة المقبضية للركبة.
تبدأ هذه الأعراض في الظهور مع نهاية اليوم.
يزداد الشعور بالألم عند الوقوف لفترة طويلة أو عند التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة: في الصيف, عند أخذ حمام دافئ, عند إزالة الشعر بالشمع…
تستمر هذه الأعراض وتزداد خلال فترة الحمل.
تقل حدة هذه الأعراض في الشتاء من خلال الخلود للراحة مع رفع القدمين لأعلى، وأيضا المواظبة على السير بانتظام.
قد يصاحب هذه الأعراض بعض التقلصات أثناء الليل وآلام في القدمين (آلام شديدة يمكن تخفيف حدتها بتحريك القدمين) وتورم (تورم الكاحل) والأوردة العنكبوتية وتوسع الأوردة.
إذا كنتِ تعانين من هذه الأعراض؛ يرجى استشارة الطبيب عند زيارتكِ له في المرة القادمة. فقد يصف لكِ العلاج المناسب.
أسباب الشعور بالتعب أو الثقل في القدمين
إن الشعور بثقل القدمين وإرهاقهما يكون نتيجة عدم قدرة جدار الأوردة على الانقباض والارتخاء, مما يتسبب في تباطؤ تدفق الدم إلى الأوردة, مما يؤدي إلى توسع الأوردة وارتفاع ضغط الدم. ويصعب على الصمامات -الصمامات الصغيرة التي تحول دون عودة الدم للأسفل داخل أوردة القدم- تحمل الضغط ومن ثم تضعف تدريجيًا. وتقل المسافة بين هذه الأوردة ويتراكم الدم في الأوردة السفلية التي يضعف جدارها, وتتكون حلقة مفرغة.
ثقل القدمين أثناء فترة الحمل
فترة الحمل هي تلك الفترة التي تزداد فيها احتمالية حدوث اضطرابات في الدورة الدموية, وتكون هذه الاضطرابات نتيجة زيادة الوزن والتغيرات الهرمونية.
> إن التغيرات الهرمونية التي تطرأ على جسم المرأة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل قد تؤدي إلى حدوث ركود للدم داخل الأوردة مما يضعف جدار الأوردة ويقلل من قدرة الأوعية الدموية على الانقباض. يساعد هرمون الأستروجين على تورم القدمين (الوذمة) كما يعمل هرمون البروجستيرون على تغير جدار الأوردة وتمدد الأوعية الدموية.
> يزداد حجم الرحم خلال فترة الحمل مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الوريد الأساسي الذي يعمل على عودة الدم إلى القلب.
> تعمل زيادة الوزن وزيادة كمية الدم في الجسم (من 20 إلى 30%) إلى زيادة الضغط على أوردة القدمين, ويتضاعف ذلك مرتين أو ثلاث مرات وتتباعد الصمامات بفعل تمدد الأوردة, ومن ثم لا تستطيع الأوردة القيام بوظيفتها الأساسية المتمثلة في الحيلولة دون عودة الدم لأسفل.
وقد تتأثر الدورة الدموية للقدمين بشدة, علمًا بأن الأعراض المرتبطة بألم القدمين تختلف من سيدة لأخرى ومن حمل لآخر, وقد تبدأ بشعور بسيط بعدم الراحة عند البعض وشعور بألم شديد عند البعض الآخر. وتتلاشى هذه الأعراض تلقائيًا بعد الولادة في غضون عدة أسابيع.
العوامل المحفزة
هناك عدد من العوامل تزيد من احتمالية ضعف الأوردة خلال فترة الحمل:
> العوامل الوراثية: إذا كانت والدتك تعاني في الماضي من اضطرابات في الدورة الدموية؛ فستكونين أكثر عرضة للإصابة بمثل هذه الاضطرابات.
> الوقوف أثناء العمل والضغط على القدمين عند السير والجلوس لفترة طويلة قد يحول دون عودة الأوردة إلى حالتها الطبيعية.
> عدم الحركة وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
> الوزن الزائد قبل الحمل أو زيادة الوزن بشكل مفرط أثناء الحمل.
> الحمل السابق: تزداد احتمالية ضعف الأوردة بزيادة عدد مرات الحمل, إذ تضعف الأوردة بنسبة 23% مع الحمل الأول ونسبة 31% مع الحمل الرابع.
عادات جيدة يمكن اتباعها
للحيلولة دون ظهور أعراض اضطرابات الدورة الدموية خلال فترة الحمل, ينبغي القيام بالإجراءات الوقائية التالية:
> ضرورة فقد الوزن قبل الحمل والحد من زيادة الوزن أثناء فترة الحمل.
> السير أو ممارسة تمارين الجمباز الخفيفة التي تنشط الدورة الدموية.
> ارتداء أحذية بكعب منخفض, شريطة ألا يكون مرتفعا للغاية ولا مسطحا للغاية (من 3 إلى 4سم).
> الابتعاد عن ارتداء الملابس الضيقة والجوارب الضيقة.
> إذا كنتِ تعانين من مشاكل في باطن القدم, فننصحكِ بانتعال الأحذية التصحيحية.
> ارتداء جوارب ضاغطة -ينصح بذلك مع بعض الحالات- مع المواظبة على العقار المحتوي على مادة الفينوتونيك في الشهر الثاني من الحمل. يرجى استشارة الطبيب.
اذا شعرتي بثقل في القدمين بعد القيام بكل ذلك؛ فقد تساعدك الخطوات التالية على التخفيف من حدتها:
رفع القدمين على السرير.
رش المياه الباردة على القدمين في نهاية الحمام الدافئ بدءًا من الكاحل حتى الوصول إلى الفخذ.
> عدم التعرض لأي مصدر حراري (التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة, أخذ حمام دافئ, السير أو الجلوس على أرض شديدة الحرارة…).
> تدليك القدمين يوميًا
بدءًا من الكاحل وحتى الوصول للركبة مع استخدام كريم للعناية بالبشرة لتنشيط الدورة الدموية وعودة الدم إلى الأوردة.
الرعاية الطبية
إذا استمر ألم القدمين ولم تشعري بأي تحسن بعد اتباع النصائح الموضحة في الجزء السابق؛ فلا تتردي في استشارة الطبيب, فقد يصف لكِ العلاج المناسب لحالتك. وتعتبر العقاقير والطرق العلاجية المختلفة-سواء كانت جسدية أم جراحية- من أهم الوسائل لعلاج اضطرابات الدورة الدموية:
> الجوارب الضاغطة تعد العلاج الأساسي للأوردة الضعيفة. وتتوافر أنواع مختلفة من الجوارب الضاغطة ويعتمد ذلك على مستوى الضغط اللازم للأوردة. هذا وقد حققت هذه الجوارب تحسنًا ملحوظًا في عدد من الحالات. وقد يتحمل الضمان الاجتماعي نفقات هذا العلاج ولكن في ظروفٍ معينة.
> مادة الفينوتونيك المضاد للالتهابات والتي تعمل على حماية جدار الأوردة وتحفيزها على الانقباض. يجب المواظبة على تناول هذا العقار لفترة زمنية طويلة حتى تشعري بتحسن.
> العلاج الطبيعي وتمارين الساقين من الطرق العلاجية الفعالة. ومن أهم الأنشطة التي يُنصح بالمواظبة عليها السير والسباحة وركوب الدراجات والتزحلق على الجليد. كذلك يعتبر العلاج الحراري والتدليك وتدليك التصريف اليدوي من الطرق العلاجية الفعالة.
> إذا تكونت الدوالي الوريدية أثناء فترة الحمل أو بعد الوضع؛ فقد تصابين بتصلب الأوردة أو تحتاجين إلى التدخل الجراحي. وقد تخضعين للتخدير الموضعي دون الحاجة إلى تخدير منطقة الحوض أو التخدير الكامل, ومن ثم يمكنك العودة للمنزل في نفس اليوم أو في اليوم التالي لإجراء الجراحة.